حزام الرأس لا يسبب ضرراً لمجرى التنفس؟ تجربة جديدة
إن العلاقة بين تقويم الأسنان و المجرى الهوائي تعتبر مجال جديد للجدل في تقويم الأسنان و الفكين. هذه التجربة التي نشرت مؤخرا قد توفر لنا بعض الإجابات على هذا السؤال.
إحدى الفوائد المكتشفة حديثا لتقويم الأسنان هي تحسين التنفس عند الأطفال. و قد كتبت عن هذا سابقا. الفرضية الأساسية التي يتم طرحها هي أن القوى التي تقدم الفك العلوي تؤدي إلى زيادة حجم مجرى الهواء. و من المفارقات أن قوى الإرجاع الناتجة عن حزام الرأس أو إرجاع القواطع العلوية تعيق اللسان و / أو مجرى الهواء. و هذا سيسبب اضطرابات التنفس أثناء النوم و مشاكل أخرى. و مع أن هذا المجال مهم جداً لكن لم تكن هناك أي تجارب سريرية عن هذه الآلية الإمراضية، ومعظم الأدلة تنحصر بمستوى تقرير حالة و رأي الشخصي.
بطريقة ما أو بأخرى قد تكون الفرص ضاعت. على سبيل المثال، الباحثون في العلاج المبكر “الكلاسيكي” لحالات الصنف الثاني من سوء الاطباق لم يقيموا مجرى الهواء. و عندما قمنا بتصميم دراستنا، لم نكن نتطلع إلى أن العلاج من شأنه أن يؤثر على مجرى الهواء. و على الأرجح لأن هذه المشكلة لم يتم تحديدها عند مرضى تقويم الأسنان.
لذلك، كنت مهتما جدا لرؤية هذه الدراسة الجديدة التي بحثت في تأثير الهيدغير الرقبي الشد على النموذج الهيكلي والمجرى الهوائي.
قام بالتجربة فريق من أولو، فنلندا. و نشرتها EJO.
Airway and hard tissue dimensions in children treated with early and later timed cervical headgear—a randomized controlled trialJohanna Julku, Kirsi Pirilä-Parkkinen, and Pertti Pirttiniemi
European Journal of Orthodontics, doi:10.1093/ejo/cjx088
سألوا عما إذا كان
“توقيت العلاج بحزام الرأس الرقبي له تأثير على أبعاد مجرى الهواء”.
ماذا فعلوا؟
قاموا بتجربة منضبطة بمجموعة موازية مع تخصيص 1: 1. و كان بيكو:
المشاركون: أطفال بعمر 7 سنوات بإطباق صنف ثاني و درجة قاطعة سهمية أكبر من 6 ملم مع عضة عميقة. وحدد الباحثون الأطفال من خلال برنامج الفحص المدرسي.
التداخل: حزام الرأس الرقبي لل مرضى بعمر 7 سنوات تقريباً. وكانت هذه هي مجموعة العلاج المبكر.
المقارنة: لا يوجد علاج فعال. وضعت هذه المجموعة تحت المراقبة لمدة 18 شهرا. و بعد هذا الوقت عولجوا بحزام الرأس الرقبي. وكانت هذه هي مجموعة العلاج المتأخر.
النتيجة: تحليل قياسات الرأس للأنسجة الصلبة و أبعاد المجاري الهوائية. وقد جمعوا هذه البيانات في بداية العلاج (T0)، و بعد العلاج المبكر بحزام الرأس / المراقبة (T1) وعند اكتمال العلاج (T2).
قاموا بحساب حجم العينة، ولكن لم أكن متأكداً من حجم التأثير الذي استخدموه.
استخدموا العشوائية المعدة مسبقا، و تم التخصيص والإخفاء باستخدام المغلفات المختومة. لم يتمكنوا من تعمية المعالجين والمرضى للعلاج. ومع ذلك، كان تحليل السيفالومترك معمى.
ماذا وجدوا؟
قام الباحثون بتعشية 67 طفلا إلى مجموعتي العلاج المبكر والمتأخر. لكن لم يكمل الدراسة سبعة أطفال من مجموعة العلاج المبكر و أربعة من مجموعة العلاج المتأخر. و لم يكن لدى الباحثين نية لعلاج التحليل.
قدم الباحثون بياناتهم في جدولي سيفالوميتريك ضخمين و حللوا متغيرات متعددة. نحن بحاجة إلى توخي الحذر عند تفسير هذه البيانات لخطر العثور على دلالة إحصائية عن طريق الصدفة بسبب اختبار المتغيرات المتعددة ذات الصلة..
ليس لدي سعة لتمحيص جميع المتغيرات التي قاسوها. و لكن خلاصة القول، وجدوا ما يلي:
- كان هناك حركة خلفية أكبر للفك العلوي في مرضى العلاج المبكر. وكان متوسط الفرق بين مجموعات المعالجة المبكرة والمتأخرة 1.2 درجة. وظهرت تأثيرات مماثلة على ANB.
- عندما بحثوا في قياسات البلعوم، لم يجدوا أي تأثير للعلاج بحزام الرأس على ذلك.
وخلصوا إلى:
- صحح حزام الرأس الرقبي سوء الإطباق من الصنف الثاني بشكل فعال.
- لم يكن للعلاج بحزام الرأس أي تأثير على أبعاد مجرى الهواء.
ماذا اعتقد؟
كانت تجربة أجريت بشكل جيد و طموحة جدا. وأبلغ المؤلفون عنها بشكل جيد وقاموا بمناقشة جيدة لنتائجهم.
و كما هو الحال مع جميع الدراسات، هناك مشاكل ونحن بحاجة إلى النظر عن كثب لنرى كيف نثق بالاستنتاجات.
المسألة الأولى و الأكثر أهمية هي اختيار قياسات السيفالومتريك كمقياس للنتيجة. وهذا يعني، بطبيعة الحال، أنهم تمكنوا من قياس مجرى الهواء في بعدين فقط. ونتيجة لذلك، أنا متأكد من أن العديد من الأطباء لن يقبلوا هذه النتائج. و أنا على يقين -عندما بدأوا الدراسة- من أن تصوير CBCT من شأنه أن يعرض الأطفال إلى مستويات عالية من الإشعاع و لست متأكدا من أن هذا سيكون مبرراً.
المسألة الأخرى هي أنهم لم يقيسوا تدفق الهواء في البلعوم الأنفي، مع أنه قياس النتيجة الأكثر صلة. و مرة أخرى، اعتقد أن ذلك سيشكل كثافة للموارد في هذه الدراسة.
لقد فكرت في هذا بتمعن و اعتقد أننا يجب أن نقبل أن هذه الدراسة فهي أفضل ما يمكن أن نحصل عليه.ومن المؤكد أنها أفضل من “الأدلة” الحالية التي تقوم على عدد قليل من تقارير الحالة والرأي الشخصي.
و الخلاصة، أشعر أن هذه الورقة هي إضافة ومن المثير للاهتمام أن النتائج لا تدعم الآراء الحالية وتصورات أولئك الذين يقترحون أن تقنيات الإرجاع تحسن مجرى الهواء. وتوفر هذه الدراسة أيضا نموذجا للدراسات المستقبلية التي ينبغي تنفيذها. و ربما يجب على ممارسي myofunctional وأطباء تقويم الأسنان أن يستمروا بإجراء الدراسات؟ حتى ذلك الحين هذا أفضل ما لدينا.
Emeritus Professor of Orthodontics, University of Manchester, UK.