نقلع أم لا؛ المعضلة المستمرة؟
نقلع أم لا؛ المعضلة المستمرة؟
أحد أهم القرارات التي نتخذها في تخطيط المعالجة التقويمية هو هل نحن بحاجة لقلع أسنان. هذا المنشور حول دراسة حديثة قييمت جوانب هذا القرار.
أجد من المستغرب أنه بعد عدة سنوات من البحث و الممارسة لدي أدلة محدودة لاستخدامها في قرار القلع. ونتيجة لذلك، فإن العنصر الرئيسي لتقويم الأسنان القائم على الأدلة يقوم على الخبرة السريرية.
وفي هذا المنشور، أود أيضا أن أشير إلى أنه لا يوجد دليل على أن القلع يسبب ضرراً. و قد ناقشت هذا من قبل.
نشرت هذه الورقة الجديدة في مجلة Angle Orthodontist ذات الوصول المفتوح. ونتيجة لذلك، يمكنك تحميل الورقة كاملة.
تأثير خبرة و جنس الطبيب على قرار القلع في تقويم الأسنان
Influence of clinicians’ experience and gender on extraction decision in orthodontics
Niousha Saghafi et al.
Angle Orthodontist: Advanced access.
أوضح الباحثون في مقدمتهم أن المجال المثير للجدل لقرارات القلع كان في الحالات الحدية. في هذه الحالات، أظهرت دراسات أخرى تناقضات ملحوظة.
قاموا بهذه الدراسة لمعرفة ما إذا كانت خبرة الطبيب المعالج لها تأثير على قرار القلع في الحالات الحدية. كما أرادوا معرفة ما إذا كان جنس الطبيب و مكان التعليم لهما أي تأثير.
ماذا فعلوا؟
أجروا دراسة في عدة “خطوات”.
الخطوة 1
أخذوا عينة من الحالات المعالجة من سجلات عيادة الدراسات العليا. واستخدموا المعايير التالية لتضمينها بالدراسة
• سجلات كاملة
• البروفايل العظمي
• صنف أول نابي رحوي
• الازدحام بين 4-8 ملم
حددوا في البداية 8 حالات واستخدموها في دراسة تجريبية. عرضوا هذه الحالات على 16 عضو من هيئة التدريس و 15 مقيم وطلبوا منهم أن يذكروا ما إذا كانوا سوف يقلعون أم لا؟ ثم استخدموا هذه البيانات لتحديد عينة نهائية من ثلاث حالات لم يتمكن فيها الفاحصون من الاتفاق على قرار القلع. تم تعريف هذه الحالات على أنها حالات حدية.
الخطوة 2
كانت هذه عملية طموحة لجمع البيانات. أرسلوا استطلاعا إلى عينة كبيرة من أطباء تقويم الأسنان (2005 طبيب)الذين كانوا أعضاء نشطين في AAO. جمع الجزء الأول من المسح المعلومات الديموغرافية عن أطباء تقويم الأسنان. و أرسلوا في الجزء الثاني من المسح سجلات الحالات إلى أطباء تقويم الأسنان و طلبوا منهم تسجيل قراراتهم العلاجية. وأخيرا، سألوا عما إذا كانت قراراتهم المتعلقة بالقلع قد تقلصت بمرور الوقت.
ماذا وجدوا؟
حصلوا على معدل استجابة 253/2005 (13٪). من بين المجيبين 28٪ لديهم أقل من 5 سنوات خبرة و 32٪ كانوا في مجموعة 5-15 سنة خبرة و 40٪ لديهم أكثر من 15 سنة خبرة.
عندما نظروا إلى غير المستجيبين وجدوا أن أكثرهم كانوا من المجموعات الأقل خبرة. و الأهم من ذلك، الأطباء الذين لديهم أكثر من 15 عاما من الخبرة كانوا أقل عرضة للرد.
وأخيرا، كان هناك معدل استجابة مختلف لكل حالة.
وقدموا قدرا كبيرا من البيانات المتعلقة بالموضوع. و حتى أكون موجزا لقد استخرجت البيانات ذات الصلة في هذه الجداول.
Before Treatment | I month pre-op | 1 month post-op | |
---|---|---|---|
OOQL | |||
Surgery 1st | 57 (51-62) | 22 (20-23) | |
Control | 52 (46-57) | 60 (14-21) | 29 (24-33) |
OHIP | |||
Surgery 1st | 16 (12-19) | 2 (1-3) | |
Control | 13 (10-15) | 18 (14-21) | 3 (1-4) |
أظهر هذا أن معظم الأطباء يفضلون اللاقلع.
عندما نظروا إلى تأثير الخبرة، قدموا تقرير البيانات لكل حالة. و حاولت تبسيط هذا عن طريق تلخيص البيانات.
كان استنتاجهم العام
“يفضل أغلب الأطباء بخبرة أكثر من 15 عاماً القلع مقارنة بالأطباء الأقل خبرة”.
أخيراً، اعتقد 24٪ من المستطلعين أن معدلات القلع قد انخفضت. ويرجع ذلك إلى التغير في فلسفة العلاج (48٪) والمعتقدات الجمالية (31٪) و خيار المريض (21٪).
ماذا اعتقد؟
اعتقد أن هذه دراسة بسيطة حاولت الإجابة عن سؤال صعب. ومع ذلك، علينا أن ننظر فيما إذا كان الباحثون قد حققوا أهدافهم. و اعتقد أنهم فعلوا إلى حد ما.
كما هو الحال مع جميع الدراسات هناك بعض أوجه القصور. ماذا نحتاج لنقييم ما إذا كانت هذه النتائج كبيرة جداً و لم تضف إلى معرفتنا. وهذا هو تفسيري لهذه المسائل.
أولا، استخدموا سلسة حالات قصيرة. و قد يشير البعض إلى أن هذا ليس حال “العالم الحقيقي” لأنه لا يعكس الوضع السريري. ومع ذلك، أطباء تقويم الأسنان قادرون تماما على التوصل إلى قرارات مبنية على أساس السجلات الكاملة. ونتيجة لذلك، أشعر أن استخدام الحالات كان مرضياً وعملياً.
إن جل اهتمامي هو انخفاض معدل الاستجابة (13٪). وأعتقد أن هذا قد يعني أن عينة المستجيبين قد لا تكون ممثلة لمجتمع أطباء تقويم الأسنان “النموذجي”. و هذا محدد كبير و اعتقد أننا يمكن أن نستنتج أن النتائج تتعلق فقط بالمستجيبين.
أخيراً، أشار المؤلفون إلى أنه لا يوجد عدد متساو من قرارات القلع / عدم القلع. وهذا قد يعني أن خارج سياتل كانت الحالات ليست حقاً حدية!
إذا كنت أعتبر هذه القضايا، ما زلت أشعر أنه كان من المناسب أن الممارسين الأكبر سناً كانوا أكثر استعداداً للقلع. وهذا قد يعود إلى خبرتهم السريرية في علاج حالات القلع أكثر من الممارسين الأصغر ،و نتيجة لذلك لم يكونوا قلقين بشأن اتخاذ قرار صعب. وبدلًا من ذلك، قد يكون الممارسون الأصغر سناً أكثر تأثرا بتدريبهم الأخير. الذي يستند إلى الاتجاه الحالي لمعالجة المزيد من الحالات على أساس عدم القلع.
اعتقد أيضاً أنه من المهم أن نتذكر أن هناك أبحاث محدودة حول الحاجة إلى القلع في الحالات الحدية. ونحن نعلم أن لا ضرر يتم بالقلع إذا كانت التقنية صحيحة. ونحن نعلم أيضاً أن علاج حالات الصنف الأول بدون قلع سهل. ولعل أختصاصيي تقويم الأسنان الأصغر سناً يختارون الخيار السهل بالنسبة لهم و لمرضاهم. ولا يوجد بالطبع أي خطأ في هذا النهج.
بالنهاية، سأثير طرح كلمة الحذر. لأنه مطلوب قبل اللاقلع من حيث كل التكاليف واستشارات التنفس و موسعات الفك و حماسة أطباء تقويم الأسنان.
استندت هذه الورقة إلى الحالات الحدية. و لا يوجد شك أن بعض الحالات هي حالات لاقلع بوضوح وبعضها الآخر حالات قلع. طبيب تقويم الأسنان الذي لا يقلع قد يتسبب في نفس مقدار الأذى الذي يتهمون به من يقلع دوماً.
وهكذا فإن العجلة تستمر بالدوران ….
ترجمة: د. ميس الدندن
د. سامر محيسن
Emeritus Professor of Orthodontics, University of Manchester, UK.